الخميس 22 جمادى الأولى 1447 الموافق نوفمبر 13, 2025
 

لماذا تعجز «المسئولية الاجتماعية» بالمملكة عن مهامها؟.. إليك أبرز الأسباب

الثلاثاء, 25 أكتوبر, 2016

ما زالت المسؤولية الاجتماعية في المملكة تتحسس الخطى على الرغم من المبالغ التي تصرف في برامجها، ويرجع الخبراء ذلك إلى أن هناك خلطاً في المفاهيم، ودعائية تشوب العمل إضافة إلى غياب التخصص .

يقول الدكتور الرمضي الصقري خبير المسؤولية الاجتماعية، ومؤسس الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية، في حديث لـ”سيدي” إن هناك خلطاً في مفاهيم المسؤولية الاجتماعية بشكل عام، حتى عند المختصين، وعلى الرغم من أنه يوجد حراك وصفه بالجميل إلا أن المسؤولية الاجتماعية يجب أن تواكب رؤية 2030 خاصة أن الرؤية تتبنى الابتكار والجودة، وهي مفاهيم أساسية في المسؤولية الاجتماعية.

وغير بعيد عن هذا يلخص إبراهيم المعطش رئيس نادي المسؤولية الاجتماعية جامعة الملك سعود، في حديثه الذي خص به “سيدي” مشكلات المسؤولية الاجتماعية في قصور الفهم والخلط لدى الكثيرين الذين يرون أن المسؤولية الاجتماعية هي مجرد تبرع خيري، في حين أنها يجب أن تكون برامج شراكة طويلة المدى وبرامج توضع بدقة، ويتم تطبيقها وفق خطط مدروسة.

تغطيات إعلامية ودعائية وفلاشات تحجب الرؤية

وتمتلك غالبية الشركات الكبرى والبنوك أقساماً متخصصة لإدارة المسؤولية الاجتماعية لديها، إلا أن هذه الأقسام والإدارات تفتقر في أغلب الأحوال لوجود متخصصين مما يجعل جهودها على كثرتها لا تحقق أهدافها بدقة، يقول المعطش عدم وجود متخصصين في المجال يجعل كثيراً من الأعمال ارتجالية وغير محددة الأهداف، والنتيجة ضياع الجهد والمال ولعل هذه العشوائية وغياب العمل الاحترافي هو المسئول عن نظرة بعض من يرون أن المسؤولية الاجتماعية مجرد تبذير للمال.

ويرى المعطش “أن هناك من يستغل برامج المسؤولية في تحقيق فوائد دعائية وإعلانية، فتجد الاهتمام بالتغطيات الإعلامية يفوق الاهتمام بالعمل المقدم”.

وعلى الرغم من هذا فإن هناك كثيراً من الأعمال التي تبذل هنا وهناك، وهذا ما يوضحه الرمضي الصقري: «منذ 2015م بدأت إمارات المناطق عملاً حثيثاً نحو نشر مفاهيم المسؤولية الاجتماعية، وكذلك الغرف التجارية في الرياض وجدة والدمام، إلا أن المشكلة الأساسية في رأيي أننا مازلنا ننظر للمسؤولية الاجتماعية بوصفها هدراً للموارد وليس استثماراً».

وتابع هذه النظرة القاصرة يضاف إليها عدم وجود تشريع خاص بالمسؤولية الاجتماعية ينظم عملها، ويضع هذه الجهود المتناثرة في إطار يعود بالنفع على المجتمع، والمشكلة هنا تحديداً توزع المسؤولية بين عدد من الجهات من بينها العمل والتجارة والمجالس ومنظمات المجتمع المدني؛ مما أفقدها كثيراً بسبب عدم وجود دراسات وخطط تحدد أولوياتها.

مواقف تحول ساعات العمل إلى جحيم .. هكذا تتعامل معها

المسؤولية إرادة داخلية وليست امتثالاً لقوانين

وبشكل عام فإن مستقبل المسؤولية في المملكة يبدو مبشراً كما يرى الرمضي إذا عملنا وفق رؤى واضحة ويشرح ذلك قائلاً: حتى نصل بالمسؤولية الاجتماعية لما نصبو إليه علينا أولاً أن نفهم أن المسؤولية مبادئ وأخلاقيات ومثل تنبع من الداخل، وليست استجابة لتوجيهات خارجية وأنظمة تُفرض، ومن المهم أن نلاحظ أن أغلب أنشطة المسؤولية الاجتماعية لدينا تصب في خانة العمل الخيري في حين أن المسؤولية الحقيقية يجب أن تسهم في التنمية الاقتصادية، فالعمل الخيري ليس إلا جزءاً من سبعة من أجزاء المسؤولية.

ويرى “المعطش” أن واقع المسؤولية الاجتماعية في المملكة جيد قياساً على قصر الفترة التي بدأت فيها الشركات والمؤسسات ممارستها بشكل احترافي مشيراً إلى أن هناك عدداً من الجهات لديها تجارب متميزة وأعمال تذكر فتشكر.

وتوقع المعطش مستقبلاً جيداً للمسؤولية في بلادنا مستشهداً بتجربته في نادي المسؤولية الاجتماعية قائلاً: من واقع تجربتي لمست الحماس لدى طلاب نادي المسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك سعود، كما أنني وقفت بنفسي على تشربهم ثقافتها من منابعها الصحيحة ما يجعلني مطمئناً للمستقبل.
http://www.inponews.com/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%A...

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
باحث ومهتم بالمسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 21/08/2016
عدد المشاركات: 160

دخول المستخدم

آخر الأخبار

استطلاع رأي

كيف تقيم اداء المسؤولية الاجتماعية للشركات في كورونا؟

الشركاء