السبت 11 شوال 1445 الموافق أبريل 20, 2024
 

المسؤولية الاجتماعية للشركات .. المظلة الراعية

الخميس, 15 سبتمبر, 2016

د. عامر بن محمد الحسيني

يأتي الصيف محملا بالفرص الجوهرية للشركات لإظهار دعمها واهتمامها بالمجتمع، وفرصة للتقرب من أفراد المجتمع، والاطلاع على احتياجاتهم وتوجهاتهم، حتى توائم هذه الشركات بين استراتيجيتها في المسؤولية الاجتماعية وبين احتياجات وطاقات المجتمع. برامج المسؤولية الاجتماعية يجب أن تنبع من المجتمع، لا أن تفرض عليه أو أن تستنسخ من برامج لا تخدم النظرة المستدامة للمسؤولية الاجتماعية CSR.

واقع الشركات المحلية ينبئ عن توجيه المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى خدمة الأغراض التسويقية أولا، ثم إلى الوجود في المحافل المحلية والبروز من خلال الإعلام المرتبط بالمناسبات والأحداث. هذه البرامج قد تكون مرحلية ولا تخدم النظرة المستدامة للمساهمة الاجتماعية للقطاع التجاري في نهضة واستقرار البيئة المحلية. هذه البرامج التي تخدم فئة بسيطة من المجتمع ولا تحقق فائدة دائمة لهم ما هي إلا نوع من العلاقات العامة تمارسه الشركات للوجود في خريطة المناسبات الرسمية والإعلامية.

تكوين مجلس المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية في الرياض، وما تبعه من تجارب في عديد من غرف التجارة والصناعة في السعودية، بتشكيل لجان المسؤولية الاجتماعية للشركات، التي تعنى بتنمية المجتمع، بادرة جيدة، إذا استثمرت بالشكل الصحيح. هذه اللجان في حاجة إلى مجلس أعلى يضم هذه اللجان والمراكز، لتنسيق الجهود والعمل بشكل فعال لإيجاد أدوات التوجيه المساندة للشركات في عمليات التخطيط الاستراتيجي للمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى المساهمة في توعية المجتمع بحقوقه، والتزامات الشركات تجاهه.

هذه اللجان يجب أن تنفتح على المجتمع وتتعاون مع مراكز الدراسات والبحوث المتخصصة في دراسة احتياجات المجتمعات، ووضع خطط استراتيجية للتعامل مع القطاع الخاص من خلال توعيته بأهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات، وإيجاد برامج الإشهار والتكريم المناسبة للجهات المميزة في خدمة المجتمع، وتوفير العنصر البشري التطوعي الذي يقوم بعملية الربط والتنفيذ لهذه البرامج.

فترة الصيف قد تكون من أميز فترات العام لتوافر الطاقات البشرية المتطوعة لخدمة المجتمع. عديد من طلاب الجامعات يبحثون عن فرص تمكنهم من خدمة مجتمعاتهم المحلية التي ستعود عليهم بفائدة. أحد مشاريع العمل التطوعي التي تبدأ عادة مع فصل الصيف برنامج "سقيا" الذي بدأ بأيدي شباب السعودية ونفذ في أكثر من منطقة، حتى أصبح مثالا للعمل التطوعي المشرف الذي يلتئم على مجتمعه، ويسعى إلى إحداث توعية مجتمعية تؤصل في نفوس الشباب والمتعاملين معه، حب المجتمع والرأفة بمن يعيش فيه.

إذن فصل الصيف فرصة للشركات أن تضع أيديها في أيدي مجالس ولجان المسؤولية الاجتماعية للشركات في الغرف التجارية في السعودية، التي بدورها يجب أن تفعل دور المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي داخل المجتمع.
http://www.aleqt.com/2016/09/14/article_1085633.html

خبر
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
باحث ومهتم بالمسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 21/08/2016
عدد المشاركات: 160