الأحد 18 ذو الحجة 1446 الموافق يونيو 15, 2025
 

الحج غير النظامي.. مشكلة تثقل كاهل الحجاج وجهود خاصة لإنهائها

الأحد, 11 سبتمبر, 2016

ثماني لغات حملت شعار "لا حج بدون تصريح" هذا العام، وهو الشعار الذي ظل مرفوعاً منذ سبعة أعوام لمنع الحج غير النظامي.

يسعى شعار السعودية "لا حج بدون تصريح"، والذي أطلقه أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج، خالد الفيصل، إلى ترسيخ مفاهيم المسؤولية المجتمعية ورفع وعي الحجاج، وإظهار خطورة "الحج غير النظامي" ومخاطره على الحاج نفسه وعلى الجهات المشرفة.

اللجنة المركزية للحج تسعى إلى الوصول بعدد الحجاج غير النظاميين إلى 0%، منذ انطلاق الشعار، وقد أعلن الأمير خالد الفيصل أن نسبة الحجاج غير النظاميين خلال هذا الموسم انخفضت إلى 5%، بعدما كانت العام الفائت 9%، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على انسيابية الحركة، فكان صعود الحجاج إلى منى ثم عرفات، قد اتسم بالسهولة واليسر.

السلطات السعودية تسعى إلى منع التجاوزات وتأصيل مفهوم الحج النظامي دون سواه عبر الحصول على تصريح رسمي من الجهات المعنية، كما تعتبر "الحج غير النظامي" نوعاً من أنواع الاعتداء على حق الغير؛ بما يفسد هدفاً رئيسياً للحج، ومن ثم اعتمدت السلطات آليات لمنع الحجاج غير النظاميين، كانتشار نقاط التفتيش والمفارز الأمنية في جميع مداخل العاصمة المقدسة "مكة"؛ وذلك لمنعهم وضبط مهربي الحجاج إلى المشاعر المقدسة.

- الحاج "النظامي والمخالف"... لا يجتمعان

قيادة أمن الحج لهذا العام، خصصت 10 ساعات للحجاج غير النظاميين لرمي الجمرات خلال أيام التشريق، محذرة في الوقت نفسه من خروج الحجاج النظاميين خلال فترة الحظر المحددة.

قائد ركن العمليات بقوة إدارة تنظيم المشاة، العقيد فواز المتيهي، أوضح أن الهدف من تحديد أوقات الحظر هو إبعاد الحجاج عن التزاحم وتوزيع كثافتهم، مشيراً إلى أن غالبية الحجاج غير النظاميين يحرصون على الرمي في أوقات الحظر، وأن وزارة الحج ألزمت مؤسسات الطوافة ومكاتب شؤون الحجاج بتطبيق جداول التفويج لجسر الجمرات وتوعدت بمحاسبة المقصرين، وفق ما ذكرته صحيفة هام السعودية الأحد.

وتبدأ ساعات حظر رمي الجمرات للحجاج النظاميين والتي يفسح فيها المجال لغير النظاميين، في اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم النحر) من الساعة السادسة وحتى العاشرة والنصف صباحاً، في حين أن ساعات الحظر في اليوم الـ11 من ذي الحجة (أول أيام التشريق) ستقتصر على ساعتين فقط، من الثانية بعد منتصف الظهيرة إلى الرابعة مساء، كما ستمتد أوقات الحظر في اليوم الـ12 (ثاني أيام التشريق) لثلاث ساعات ونصف الساعة، من العاشرة والنصف صباحاً وحتى الثانية بعد منتصف الظهيرة.

ويهدف تحديد أوقات الحظر إلى إبعاد الحجيج ككل عن التزاحم، وكذلك توزيع كثافاتهم بطريقة تؤدي إلى الحفاظ على سلامتهم، وضمان حج آمن وسليم، بالإضافة إلى تجنب الحجاج النظاميين أي سوء أثناء تكدس الحجاج غير النظاميين.

- طرق متعددة لمنعهم

ويشهد حج هذا العام 7 بوابات إلكترونية على مداخل مكة المكرمة، لمنع الحجاج غير النظاميين.

وترتكز البوابات الإلكترونية الذكية على قراءة ضوء السوار حول معصم الحاج النظامي، بالإضافة إلى تركيب شرائح ذكية في كل حافلة لنقل الحجاج تسمح لها بالمرور من نقاط الفرز دون تداخل بشري، حسبما أوضحت صحيفة عكاظ السعودية.

الحل التقني يأتي كتجربة أولية وجزئية خلال موسم الحج لهذا العام، فضلاً عن تطبيق حلول إجرائية تتمثل في عقوبات مالية، ومنع دخول الحاج في مواسم قادمة.

كما كثفت الجهات المعنية نقاط الضبط، والقبض على أصحاب المحلات والمكاتب الوهمية غير المصرح لها والسماسرة، عبر تكثيف الوجود الأمني ورفع مستوى الطوارئ فيما بينهم.

- الافتراش ومآسٍ أخرى

ويعاني الحجاج غير النظاميين من المشي على الأقدام للالتفاف حول نقاط الفرز والتفتيش؛ ما كان له أثره فى بروز ظاهرة الافتراش فى الحج، خاصةً أن الحجاج المخالفين وغير الحاصلين على تصاريح الحج لا يجدون مؤسسات تخدمهم، ولا يسكنون فى مخيمات الحجاج فى منى وعرفات؛ ما يزيد من ظاهرة الافتراش فى المشاعر المقدسة، ويعرض المخالفين لمخاطر صحية وأمنية.

وزارة الحج السعودية أعلنت عام 2013، أن أعداد الحجاج في مناسك الحج تصل لمليوني حاج نظامي، ومليونين و600 ألف حاج غير نظامي؛ ما يؤدي لظاهرة الافتراش.

ومن المخاطر التي واجهها الحجاج غير النظاميين أن بعضاً منهم علقوا، الاثنين الماضي، في منقطة جبلية أثناء محاولتهم التسلل إلى المشاعر المقدسة عن طريق جبال الهدا؛ ما تسبب في تدخل غرفة العمليات وانطلاق الطائرات في أثرهم وإنقاذهم عبر سلة خاصة حملوهم فيها، حتى وصلوا إلى الجهات الأمنية والهلال الأحمر.
وعادةً ما يبتكر "الحجاج غير النظاميين" طرقاً كثيرة ومتنوعة ليبقوا على تواصل فيما بينهم؛ مثل رفع عبوات الماء الفارغة على عود يبلغ طوله مترين أو ثلاثة، مع علامة معينة تدل غيره على مكانه. كما تسافر عائلات بأكملها على الأقدام، حيث تمسك الزوجة بطرف رداء زوجها أو أخيها أو أبيها الحاج من الخلف حتى لا تفقده، في حين يضع البعض أطفالهم على عربات ويسير آخرون مشياً على الأقدام مع ذويهم.

إلا أن من أطرف طرق التواصل بين عدة أشخاص مسافرين براً، أن يسير قائد القافلة في حين يلتصق به الذي خلفه عبر طرف العصا المعقوفة، وهكذا يفعل الذي خلفه. كما أن الأكثر إيلاماً في منظر الحاج غير النظامي تلك المناظر التي تراها على طريق منى، من افتراش الحجاج الأرض وسط القمامات والأوساخ، حتى إنك لا تكاد تميز أن هناك شخصاً يفترش الأرض، بالإضافة إلى افتراشهم قرب إطارات الحافلات؛ ممّا يجعلهم عرضة للخطر عند تحركها.

ولذا فإن الأجهزة الأمنية تجد صعوبة بالغة في إعادة "الحاج غير النظامي" إلى المرافقين معه؛ لعدم تسجيل بياناتهم، وهي نماذج لا زالت متكررة إلى حد ما، في حين تزود الأجهزة المختصة كل "حاج نظامي" بسوار من لون معين فيه اسمه ورقمه وإلى أي حملة ينتمي، حتى يتسنى إرجاعه إلى حملته في حال ضياعه.

المصدر: http://alkhaleejonline.net/articles/1473610873558900800

خبر
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
إدارة الشبكة

دخول المستخدم

آخر الأخبار

استطلاع رأي

كيف تقيم اداء المسؤولية الاجتماعية للشركات في كورونا؟

الشركاء