الجمعة 4 جمادى الثانية 1446 الموافق ديسمبر 6, 2024
 

هل يساعد المليارديرات في تحقيق النمو ؟ . للكاتبة : دونا بارن

الثلاثاء, 16 أغسطس, 2016

نعيش اليوم في عالم تصبح فيها الشركات والمؤسسات الكبرى أكبر وأكبر وأصحاب الأعمال الحرة الأغنى أكثر غنًا مما كانوا عليه من قبل ــ وفي بلدان الاقتصادات الصاعدة يتزايد عدد المليارديرات. والسؤال هو من هم هؤلاء أباطرة المال وما هي أهميتهم بالنسبة للأنشطة الاقتصادية؟

كتاب جديد لكارولين فرويد يجيب على هذه الأسئلة من خلال فحص ودراسة خصائص وسمات وتأثير 700 ملياردير في بلدان الأسواق الصاعدة يزيد صافي ثرواتهم على تريليوني دولار أمريكي.

ويجد هذا الكتاب "أشخاص أغنياء وبلدان فقيرة: نشأة أباطرة المال في بلدان الأسواق الصاعدة وشركاتهم العملاقة" أن الشركات الكبيرة للغاية هي شركات تصدير عملاقة في بلدانها.

وفي الولايات المتحدة، فإن أكبر الشركات التي تبلغ نسبتها 1 في المائة من الشركات تقوم بتصدير 80 في المائة من الصادرات. وتقول فرويد في كتابها الذي تم إطلاقه في دار المعلومات التابعة للبنك الدولي في 23 مارس/آذار أن كبرى الشركات البالغة نسبتها 1 في المائة تقوم بتصدير 50 في المائة من الصادرات، وهذا الرقم يزيد بوتيرة سريعة.

وتضم قائمة الشركات في بلدان الأسواق الصاعدة شركة علي بابا التي أسسها أحد المعلمين و18 صديقًا له، وأصبحت هذه الشركة الآن أكبر من وول مارت وجي إيه؛ ومؤسس شركة علي بابا هو جاك ما، وهو أغنى رجل في الصين وتقدر ثروته بنحو 21 مليار دولار. وأسس ديليب شانغفي شركة أدوية هي شركة صن فارما بقرض بلغت قيمته ألف دولار من والده؛ وتبلغ قيمة هذه الشركة الآن 27 مليار دولار، وشانغفي هو ثاني أغنى رجل في الهند وتقدر ثروته بنحو 12.8 مليار دولار. ويبلغ عدد موظفي مجموعة زورلو في تركيا وهي من كبرى شركات تصدير الأجهزة 30 ألف موظف، وتبلغ نسبة ما تصدره 3 في المائة من الصناعات التحويلية في تركيا، ومؤسس هذه الشركة هو أحمد نظيف زورلو، وتقدر ثروته بنحو ملياري دولار.

وتقول فرويد وهي زميل أول بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وعملت من قبل في منصب كبيرة الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن هذه الطبقة من أصحاب المشروعات الحرة هم جزء من طبقة المليارديرات الجدد الذين يتمتعون بمهارات الرأسماليين ويرتبطون بالاقتصادات المتقدمة التي تمثل الابتكار والإبداع والعبقرية. وتشير فرويد إلى أن حوالي ثلث العمالقة من أباطرة المال في الأسواق الصاعدة هم عصاميون قاموا بمشروعات حرة مثل جاك ما، وشانغفي، وزورلو حيث أسسوا شركات أو عملوا كرؤساء تنفيذيين لشركات.

وقسمت فرويد الثلثين الآخرين إلى الفئات التالية: أشخاص ورثوا ثروة؛ ومليارديرات لهم اتصالات بالحكومات حيث نشأت ثرواتهم من موارد طبيعية، أو من الخصخصة، أو من ارتباطات أخرى مع الحكومة؛ ومليارديرات من أنشطة التمويل والأنشطة العقارية.

ومن بين بلدان مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، نجد أن روسيا بها مليارديرات لهم علاقة بالموارد الطبيعية ولهم أنشطة وعلاقات سياسية. وبالصين النصيب الأكبر من مؤسسي ورؤساء الشركات. ولدى البرازيل نسبة كبيرة من المليارديرات الذين ورثوا ثرواتهم (47.7 في المائة في 2014)، أما في الهند فنجد مزيجًا من مؤسسي الشركات ومن ورثوا الثروات.

وتقول فرويد إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الوحيدة من بين مناطق الأسواق الصاعدة التي تزيد بها نسبة المليارديرات الذين ورثوا الثروات، وتتراجع فيها مشروعات العمل الحر. ويعتمد المليارديرات العصاميون في هذه المنطقة اعتمادًا كبيرًا على الثروة المرتبطة بالموارد الطبيعية والعلاقات السياسية.

وفي سياق متصل، تقول فرويد إن رأسمالية المحاباة التي يستعين فيها الأغنياء وأصحاب النفوذ بعلاقاتهم السياسية لتشويه اللوائح والنظم الحكومية والضريبية تؤدي إلى تقليل الإنتاجية وتلحق الأضرار بالنمو.

وعلى وجه العموم، تشير فرويد إلى أن لشركات الأفراد أهمية، كما أنالشركات الكبرى تساعد في تحقيق النمو. وشركة واحدة عالية الإنتاجية تعتبر أكثر كفاءة من 1000 شركة أصغر حجمًا، ويتم تحفيز عملية التنمية عندما تذهب الموارد إلى أفضل الشركات. "ويعتبر ظهور الأغنياء والشركات الغنية في البلدان الفقيرة انعكاسًا لاقتصاد صحي".

وبمعنى آخر، فإن أصحاب مشروعات العمل الحر الشركات العملاقة هم مصدر التصنيع. وتقول فرويد من الصعب للغاية أن نجد أمثلة لبلدان أصبحت أكثر ثراءً دون ظهور ثروات ورؤوس أموال طائلة.

والسؤال هو كيف نجعل الثروات الطائلة تقوم بدور نافع ومفيد؟ وتوصي فرويد بسياسات يمكن أن تحقق نجاحًا: تشجيع روح مشروعات العمل الحر وريادة الأعمال؛ والحد من المحاباة، وزيادة الضرائب على مصادر الثروة الأقل إنتاجية مثل المواريث.

ويعتبر هذا الكتاب وقاعدة بيانات فرويد الجديدة عن سمات وخصائص المليارديرات غذاءً للروح عندما نناقش كيفية الحد من عدم المساواة.

المصدر: البنك الدولي.

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
إدارة الشبكة