إن المسؤولية الاجتماعية تهدف الى تعزيز الأعمال الموجهة من قبل الشركات والهيئات والمؤسسات نحو المجتمع عبر تشجيع التطور والنمو لأفراده سواء كانت تلك الجهات حكومية او قطاعا خاصا، والواقع أن لهذا الدور إيجابيات عديدة في التنمية داخل المجتمع بصفة العموم وبالتالي زيادة الاهتمام من قبل المجتمع وأفراده بتلك المنشآت صاحبة الريادة في تقديم برامج المسؤولية الاجتماعية.
ويمكننا القول إن المنافسة والاستمرار في السوق قد حتمت على الشركات التوجه نحو المجتمع عبر احترام المنظمات لمكونات ذلك المجتمع ودعمه ومساندته وتحسين بيئته عن طريق مبدأ التوافق الاجتماعي، الذي يعني تكيف الإنسان مع الآخرين من خلال تقبلهم واحترامهم والتفاعل معهم وإقامة علاقات اجتماعية سليمة بينهم.
ومع زيادة فاعلية وأهمية دور تلك البرامج في تنمية المجتمع الا أنه ما زالت هناك فجوة كبيرة من قبل الأندية الرياضية ونقص حاد في برامجها المقدمة للمجتمع مقارنة بما تمتلكه تلك الأندية من قاعدة جماهيرية عريضة ومتنوعة وتشمل شريحة كبيرة قد تمتد خارج النطاق الجغرافي لمدينة النادي أو حتى للمملكة، وقد كان لبعض اللاعبين في تلك الأندية القليل من المبادرات الفردية التي قاموا بها مشكورين سواء عن طريق المشاركة في الندوات أو المعارض أو حتى البرامج الاجتماعية، ولكنها تبقى مجهودات شخصية ينتهي مفعولها مع انتهاء الحدث أو بعده بقليل،
ولكن في ظل ما يلعبه ذلك الدور للمسؤولية الاجتماعية من فاعلية في نمو وتطور المجتمع فقد بدأ التوجه نحوه من قبل العديد من الأندية بهدف ترسيخ القاعدة الجماهيرية للنادي وتحفيز جماهيره على المشاركة في أنشطته الموجهة نحو المجتمع، ولعل ما قامت به بعض الأندية خلال الأسبوع الماضي مشكورة بالمشاركة في كرنفال شعلة العطاء عن طريق شخصيات لاعبيها وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي تم برعاية الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر ليمثل سابقة على نمو الوعي تجاه المشاركة الجماعية في الأعمال الخيرية تجاه المجتمع، كذلك ما قامت به إدارة نادي النصر في مناسبة اليوم العالمي للإعاقة باستضافة وفد من جمعية الأطفال المعوقين في متجر نادي النصر، كان لها دور إيجابي وفعال من ناحية الأطفال المشاركين وإدخال السرور في قلوبهم فالكثير منهم يحلم بأن يلتقي أحد نجوم النادي أو أن يلتقط صورة معه وقد تحقق له ذلك الحلم البسيط الذي يعني له الكثير،
ومن ناحية أخرى ستنعكس استضافة النصر لهذه الفئة العزيزة علينا على المجتمع عن طريق نقل ذلك السرور الى أهالي الأطفال الذين هم بدورهم فئة من أفراد المجتمع.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20121222/Con20121222557985.htm
