الخميس 18 رمضان 1445 الموافق مارس 28, 2024
 

المحافظة على البيئة مسؤوليتنا . الكاتبة : مرفت طيب

الاثنين, 1 أغسطس, 2016

باديء ذي بدء سنُعرف البيئة ليتضح المقصود بها للجميع ،البيئة هي: كل مايحيط يالإنسان من مخلوقات حية وغير حية ؛ كالماء والهواء،والتربة، وكائنات حية، كالحيوان والنبات والأحياء الدقيقة ، وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته، ونشاطاته المختلفة ،يؤثر فيها ويتأثر بها سلباً وإيجاباً وفق الطريقة المستخدمة للتعامل مع تلك البيئة ، والبيئة الصحيةالسليمة هي البيئة التي سلم ماؤها وهواؤها وتربتها من التلوث.

ولقد تعامل الإنسان للأسف مع البيئة بمنتهى القسوة ،فلوثها ولم يحافظ عليها فنجد أنه لوّث الماء ،عندما خُلط بمياه المجاري أو الكيميائيات السامة أو الفلزات أو الزيوت أو أية مواد أخرى ضارة ، وفي مقدور هذا التلوث أن يؤثر في المياه السطحية، مثل الأنهار والبحيرات والمحيطات، كما يمكن أن يؤثر في المياه التي في باطن الأرض، والمعروفة بالمياه الجوفية، كما أنه يسبب الأذى لأنواع عديدة من النباتات ، والحيوانات تبعاً لذلك.

ويحدث التلوث المائي عندما يلقي الناس بكميات من المخلفات في نظام مائي ما، بحيث تصل لدرجة لايتسع لعمليات التنقية الطبيعية التابعة له أن تؤدي وظيفتها على الوجه المطلوب.

أما تلوّث الهواء فيحدث عندما تطلق المصانع والمركبات كميات كبيرة من الغازات والدخان والعوادم في الهواء، بشكل تعجز معه العمليات الطبيعية عن الحفاظ على توازن الغلاف الجوي ،كما أن تلوث الهواء يضر صحة الإنسان والنبات والحيوان.
أما تلوّث التربة فهو تدمير يصيب طبقة التربة الرقيقة الصحية المنتجة، حيث ينمو معظم غذائنا، ولولا التربة الخصيبة لما استطاع المزارعون إنتاج الغذاء الكافي لدعم سكان العالم، لذا فهي تؤثر على الغطاء النباتي تأثير سلبي ، وذلك لأن التربة الصحية تعتمد على الكائنات الدقيقة لتحليل المخلفات التي تحتويها، وإنتاج المغذيات، وتساعد هذه المغذيات في نمو النباتات، وقد تحد الأسمدة والمبيدات من قدرة الكائنات العضوية التي في التربة على معالجة المخلفات، وبناء عليه، فإن في مقدور المزارعين الذين يفرطون في استخدام الأسمدة والمبيدات أن يعملوا على تدمير إنتاجية التربة، بالإضافة إلى أن ترك المخلفات البيئية فوق سطح التربة وقتاً طويلاً دون تدويرها يؤدي إلى تسمم التربة وعدم صلاحيتها للزراعة.

ولكي نحافظ على سلامة البيئة ، يجب علينا أن نحد من التلوث، وأن نوجد حلولاً لبعض المشاكل التي تتعرض إليها بيئتنا،فحماية البيئة مسؤوليتنا جميعاً .
ويتمثل دور الإنسان في المحافظة على سلامة البيئة بـ:
الحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه، سواء في بيته أو الحي الذي يقطنة ، من ثمَ مدينته ووطنه ككل، لأن النظافة أساس كل تقدم ورقي، وعنوان للحضارة، ومظهر من مظاهر الإيمان فالنظافة من الإيمان كماتعلمنا منذ نعومة أظفارنا .
علينا أن نحرص على زراعة ما حولنا من مساحات فارغة بالأشجار والزهور والأعشاب وغيرهامن النباتات ،والتي يستفيد منها الإنسان والحيوان في الدورة الغذائية ،ويساهم في تنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون وتزويدنا بالأكسجين النقي، ولنعلم الأبناء كيفية المحافظة على تلك النباتات الموجودة في الأماكن العامة والخاصة، مع توعيتهم بأهمية زراعتها في حديقة المنزل أو داخله؛ ليتذوقوا الجمال ويحرصوا عليه،وليقدروا نعم الله علينا ويحمدوه ويشكروه برعايتها والمحافظة عليها حتى لاتزول .

منع الإحتطاب الجائر والذي يقضي على الغطاء النباتي ،وكذلك الصيد الجائر الذي يؤدي إلى إنقراض الحيوانات في الطبيعة بدون وجه حق .

التخلص من النفايات بطريقة سليمة؛ لمنع انتشار الأمراض، ونقل العدوى، فلا يجب وضعها أمام المنزل أو خلفه، حتى لا تكون عرضة للعبث فتتناثر بصورة تتجمع عليها الحشرات، فتشوه صورة البيت وتضر أهله، وجيرانهم ،لذا عليهم وضعها في حاويات مغطاة وإخراجها في المكان المخصص لها في مواعيدها.
التخلص من المخلفات الصلبة؛ كالأوراق، والصناديق، وقطع القماش القديمة، والزجاجات الفارغة، والعلب المعدنية، وبقايا الطعام التي أصبحت من أهم مصادر التلوث؛ وذلك لأن تراكمها وتجمع المياه حولها يجعلها مرتعًا للحشرات والميكروبات ومصدرًا للرائحة الكريهة،على أن يتم التخلص من النفايات في أماكن بعيدة عن العمران حتى لا تضر بالبيئة وبساكينيها.
الحرص في التعامل مع المياه، وعدم الإسراف في استخدامهاوهدرها، وكذلك عدم تلويثها بجعلها مكب للنفايات.
الحذر عند استعمال المنظفات الكيماوية، والمواد السامة، والتقليل منها ما أمكن، لأنها تؤثر على طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من أشعة الشمس الحارقة، والأشعة الأخرى الضارة.
استخدام المرشحات التي تقي البيئة من العوادم الناجمة عن استخدام الوقود وغير ذلك، وكذلك استخدامها في الأجهزة المنزلية التي يترتب عليها ظهور عوادم ضارة كمدخنة المطبخ .
نشر الوعي البيئي بين الأبناء، لتوسيع آفاقهم ومداركهم حول حبّ العالم والكون بما فيه، ومن فيه، وكذلك نشر هذا الوعي بين الجيران والأقارب وتوجيه النصح والإرشاد لهم، مع القيام بحملات توعوية للمحافظة على البيئة في المدارس والجامعات والمؤوسسات العامة والخاصة وفي الأماكن العامة كالأسواق والمنتزهات وفي جميع مرافق الوطن دون إستثناء وذلك للصالح العام ،فالبيئة نعمة من الله لايحق لكائن من يكون أن يعبث بها وفق تصوراته وطموحاته ومخططاته فلقد وجدت للتفاعل الإيجابي بينها وبين من يحيا عليها فليكن تعاملنا معها تعامل راقي نعطيها قدر ما نأخذ منها فإن أخذنا ولم نعط لها أي إهتمام بل وساهمنا في تلويثها فلن نحصد إلا دمار البيئة بأيدينا وسنعلن بداية الوباء والأمراض ونهاية الصحة والعافية ، وهذا مانرفضه جملة وتفصيلا ، لذاعلينا جميعاً مواجهة هذا الخطر، لما فيه صالح الفرد، والمجتمع، بل والعالم أجمع.

من هنا يتجلى لنا أهمية الحفاظ على عناصر البيئة وحمايتها من الاستنزاف متمثلة في المحافظة على الماء والهواء والتربة حتى نضمن غطاء" نباتيا" أجمل لا صحراء قاحلة مظلمة وعيش رغيد يسوده الأمن الغذائي بعيدا" عن المجاعات وغيرها مما تتعرض له بلدان العالم في وقتنا الحاضر، ولنحافظ على الماء فلقد جعل الله منه كل شيءٍ حي ، فنبتعد عن غول الجفاف الذي يقضي على كل روح حية ،وكذلك الهواء فهو سر من أسرار الوجود فهو العنصر الحيوي الذي يلعب دوراً كبيراً في البيئة بكل ماتحتوية من كائنات حية وغير حية ، فلنحمي البيئة بكل مافيها باعتبارها بيتنا الأول ومأوانا الأخير فلنسعى سوياً إلى بيئة سليمة قدر المستطاع ، فحمايتها ليست واجب إنساني فحسب بل هو واجب وطني بمعنى الكلمة .

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
إدارة الشبكة