.
عنوان المقال :المسؤولية المجتمعية و رؤية المملكة 2030 :
في عام 1999م صدر الميثاق العالمي للأمم المتحدة، وهو مبادرة دولية دعت بمقتضاها الأمم المتحدة الشركات للتحلي بروح المواطنة المؤسسية، وزيادة مساهمتها في التصدي لتحديات العولمة، والمشاركة الطوعية في التنمية المستدامة، وقد تضمن هذا الميثاق عشرة مبادئ، تهتم بجوانب حقوق الإنسان، معايير العمل، المسئولية عن البيئة، مكافحة الفساد.
كان هذا الميثاق هو نقطة الانطلاق لظهور مفهوم "المسئولية المجتمعية"، والذى يعبر عن الالتزام المستمر من قبل مؤسسات الأعمال بالتصرف أخلاقيا، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، والعمل على تحسين الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، إضافة إلى المجتمع المحلى، والمجتمع ككل.
وقد جائت رؤية المملكة 2030 لتؤكد أهمية المسؤولية المجتمعية حيث تعتمد الرؤية على ثلاث محاور اساسية وهي المجتمع والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح وكل محور من هذه المحاور تضمن عدد من الالتزامات والاهداف والتي تمثل نموذجا للمسؤولية المجتمعية والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وذلك من خلال استغلال الموارد المتاحة والثروات الهائلة التي حباها الله لهذه البلاد بشكل اكثر كفاءة وفاعليه واستدامة بإذن الله من خلال تحقيق المواطنة المسؤولة ، والحكومة الفاعلة ، والاستغلال الامثل للموارد وخلق بيئة تنافسية جاذبة وفرص مثمرة على اساس متين من القيم الراسخة .
إن المسئولية المجتمعية ليست برنامج إنساني أو اجتماعي، وإنما هو منهج إداري يقوم على اعتبار المسئولية المجتمعية جزء أساسي وملموس في استراتيجية أي مؤسسة، وأهدافها الاقتصادية، حيث أن السلوك المسؤول الملتزم؛ ينتج عنه نجاح عملي مستدام.
ولكي نحقق النجاح في ذلك لابد ان تعي مؤسساتنا الحكومية والخاصة هذا الامر وتسعى لتحقيق المسؤولية المجتمعية وفق رؤية المملكة 2030 والتي تعد خارطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة والتي هي ابرز اهداف المسؤولية المجتمعية وليس التركيز على المبادارت التطوعية الآنية التي سرعان ما تنتهي بمجرد انتهاء هذه المبادة او تلك بل نحتاج الى عمل مؤسسي مستدام يحقق التناغم بين محاور المسؤولية المجتمعية بابعادها الثلاثة البعد البيئي والبعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي مع رؤية المملكة 2030 والمرتكزة على المجتمع والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح.
