الجمعة 10 شوال 1445 الموافق أبريل 19, 2024
 

المسؤولية الاجتماعية .. ترسيخ للحقوق وتطوير للعمل والتنمية

الخميس, 19 يناير, 2017

إن الشعور بالمسؤولية الوطنية، لا يمكن أن يتعمق لدى المجتمع ما لم يتشرب أفراده ومؤسساته القيم الحقيقية للمواطنة، والمعاني الأسمى للتطوع والمبادرة الذاتية لخدمته، وتغليب مبدأ العطاء على الأخذ .. والإيمان بأن خدمة المجتمع لها من القيمة العظيمة لما لها من آثار وانعكاسات إيجابية على جوانب التنمية. وتأخذ المسؤولية الاجتماعية أبعادها الوطنية وتترسخ كثقافة وقيمة ومبدأ لدى المجتمع، أفرادً#ا وشركات ومؤسسات، وتتعزز مع الزمن بالحفاظ عليها، وارتفاع مستوى الحس الوطني لدى الأفراد والشركات والمؤسسات، بأن هذه المسؤولية هي جانب أخلاقي وشرعي حث عليه ديننا الحنيف، وأجزل لأصحابها الخير والثواب، لا سيما وأنها تدخل في جميع أعمال الخير العامة والخاصة.
المسؤولية الاجتماعية ظلت تخطو خطواتها وتتوسع أبعادها، بتوسع دائرة الوعي بأهمية المسؤولية نحو خدمة المجتمع وأفراده، انطلاقً#ا من عوامل عديدة تتمثل في حب المبادرة إلى تقديم الخير دون انتظار مقابل مادي، واحتساب ثوابه وأجره عند الله، والانتماء والولاء للوطن، والحرص على رؤية كل جميل يرتسم في وجه هذا الوطن.
والندوة التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة عُمان بالتعاون مع الاتحاد العام لعمال السلطنة أمس والتي حملت عنوان “المسؤولية الاجتماعية: ترسيخً#ا للحقوق وتطويرً#ا للعمل والتنمية المستدامة” بالمبنى الرئيسي للغرفة، وتحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر البكري وزير القوى العاملة، جاء تنظيمها ليعكس البُعد الاجتماعي لدى عناصر الإنتاج الثلاثة، والحرص على تقوية العلاقة بين القطاع الخاص والمجتمع؛ فاقتراب هذه الأطراف من بعضها بعضً#ا يجسر الهوة، ويسمح بوضوح الرؤية والفهم ومعرفة ما لدى الآخر من إمكانات ومتطلبات واحتياجات، الأمر الذي يمكِّن القادر على البذل والعطاء من القيام بواجبه نحو غير القادر، وفي وضع المجتمع والأفراد يتضح حجم المتطلبات والاحتياجات بالنسبة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص لتبادر بدورها نحو الوفاء بها، وهذا يدعو إلى مزيد من الشعور بالمسؤولية، والانتماء إلى منظومة القيم العمانية الأصيلة التي تعلي قدر الخير والحب والجمال والتكافل، الذي تنعم به بلادنا والحب الذي يربط الإنسان العماني بوطنه والتكافل والتلاحم، وهذا أيضً#ا في بُعده الآخر يبعث على الارتياح النفسي المتبادل، ونظر أطراف الإنتاج الثلاثة إلى بعضها بعضً#ا نظرة احترام وتقدير، وحب الخير والنماء للجميع.
وما قامت به بعض شركات القطاع الخاص من مسؤولية اجتماعية وتقديم مساعدات مالية أو توفير أجهزة أو إقامة منشآت لصالح المجتمع وأفراده، يحظى اليوم بنظرة تقدير، وإعلاء لشأن وقدر هذه الشركات المبادرة إلى العمل الخيري والتطوعي، وتقديرها لمسؤوليتها الاجتماعية خير تقدير، ورد بعض الجميل تجاه هذا الوطن الذي وفر لها بيئة عمل جيدة تتمتع بالتسهيلات والامتيازات. كما أن اقتراب هذه الأطراف من بعضها يسمح لأصحاب العمل وأربابه برؤية واقع العمال لديهم وحقوقهم واحترامها والالتزام بقانون العمل.. وهذا أيضً#ا ما تناولته جلسات الندوة التي شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال المسؤولية الاجتماعية من داخل وخارج السلطنة.
http://www.gulf-24.com/writings/197769.html?source=true#

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
باحث ومهتم بالمسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 21/08/2016
عدد المشاركات: 160