الأربعاء 8 شوال 1445 الموافق أبريل 17, 2024
 

ثلث الشركات المحلية الكبرى فقـط تمارس المسؤولية الاجتماعية

الاثنين, 9 يناير, 2017

تعزيز الوعي وتغيير الصورة النمطية السائدة غير الصحيحة أهم سبل تفعيل المبادرات

ثلث الشركات المحلية الكبرى فقـط تمارس المسؤولية الاجتماعية
رصد مسؤولون ومديرو شركات خاصة غياباً لافتاً لمبادرات نوعية في مجال المسؤولية الاجتماعية، إلا من تجارب محدودة، تقدر بثلث الشركات المحلية الكبرى، وذلك على الرغم من معدلات الربحية العالية التي يحققها القطاع الخاص والشركات الأجنبية ومتعددة الجنسيات، في ظل غياب أي نوع من أنواع الضرائب على الأرباح الرأسمالية أو تحويلات الأموال والأرباح إلى الخارج.

وأكدوا في استطلاع موسع أجراه «البيان الاقتصادي» لواقع المسؤولية الاجتماعية في الدولة أن هذه الممارسة تعد الضرورة الغائبة الواجب العمل على تفعيلها بكل السبل الممكنة.

وأفادوا بأن تفعيل المسؤولية الاجتماعية من شأنه أن يصب ليس فقط في صالح المجتمع، بل يفيد القطاع الخاص أيضاً كونه يضمن استدامة النمو وزيادة المبيعات.وتوقعوا أن يكون 2017 العام الأكثر عطاءً في مجال المسؤولية الاجتماعية، خصوصاً بعد إطلاق دولة الإمارات لمبادرة عام الخير.

وأضافوا بأن أهم آليات تحفيز القطاع الخاص على تبني وتطوير ممارسات ومبادرات المسؤولية الاجتماعية في الدولة، وأن أهم إجراء يمكن القيام به لتحقيق هذا الهدف يكمن في تعزيز وعي القطاع الخاص، وتغيير الصورة النمطية السائدة غير الصحيحة عن المسؤولية المجتمعية.

نشر الوعي

وأكد المهندس حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن 30% من الشركات والمؤسسات محلياً تمتلك ضمن خططها استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية تقوم بتطبيقها، في حين أن 52% تدرك أهمية المسؤولية الاجتماعية في نشاطاتها وعملياتها وذلك بحسب تقارير مركز أخلاقيات الأعمال التابع للغرفة والتي أظهرت نمواً تدريجياً في وعي الشركات بالمسؤولية الاجتماعية.

وأوضح: "النسبة لا بأس بها لكننا نعمل بجد على رفعها من خلال نشر الوعي حول الثقافة المؤسسية المسؤولة، معرباً عن ثقته بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال خاصة من خلال مبادرة "عام الخير" والتي ستسهم في ترسيــخ عمل الخير لدى الشركات.

وأوضح بوعميم أن المسؤولية المجتمعية المؤسسية بدأت بالنضوج في مجتمع الأعمال في الدولة، حيث لمسنا وعياً اكبر من الشركات بأهميتها، وبالتأكيد فإن ريادة الدولة في مجال الخير وإعلانها 2017 عاماً للخير، سيساهم في تعزيز هذا الوعي، وإبراز دور المسؤولية المجتمعية في خدمة أهداف الشركات وخدمة الوطن بالدرجة الأولى.

وأضاف: ونحن من جهتنا في غرفة دبي سنساهم في تعزيز شراكة القطاعين العام والخاص في هذا المجال، ونعمل على الارتقاء بدورنا في مجال غرس ثقافة المسؤولية المجتمعية التي بدأناها منذ عام 2004، ونعمل على تفعيل عدد من المبادرات النوعية في هذا المجال.

وفيما يتعلق بالآليات الممكنة لتحفيز القطاع الخاص على تبني وتطوير ممارسات ومبادرات المسؤولية الاجتماعية في الدولة، لفت بوعميم إلى أن أهم إجراء يمكن القيام به لتحقيق هذا الهدف يكمن في تعزيز وعي القطاع الخاص، وتغيير الصورة النمطية السائدة غير الصحيحة عن المسؤولية المجتمعية المؤسسية.

ينبغي تعزيز وعي القطاع الخاص وإطلاعهم على الممارسات الصحيحة للمسؤولية المجتمعية، وتأثيراتها الإيجابية على عمل الشركة ونشاطها وسمعتها في السوق. معرباً عن ثقته بأن مجرد العمل على هذا المحور وهو التوعية سيجعل من شركات القطاع الخاص تتبنى تلقائياً هذه الممارسات لكونها لها انعكاسات وفوائد على نشاط الشركة.

وأكد هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي، أن عام 2017 سيشكل عهداً جديداً في المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي وأن الأعوام التي ستليه ستشهد عصراً جديداً يشارك فيه القطاع الخاص الحكومة في الكثير من المشاريع والمبادرات التي تخدم الإنسان الإماراتي وتعمل على رفاهيته وإسعاده.

وأشار إلى بعض عناصر الخطة التشغيلية للمجلس لـ2017 التي تتضمن عدداً من المبادرات والمشاريع التي تخدم وتدعم توجهات القيادة بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وترسيخ المسؤولية الاجتماعية.

إعمار الخيرية

وقال أحمد المطروشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعمار الخيرية إن المؤسسة باشرت وضع برنامج خاص تلبية لمبادرة «2017 عاماً للخير».

وأضاف المطروشي أن عام الخير سيكون جسراً للمؤسسة بوصفها الجهة الرئيسية المسؤولة عن تعزيز المبادرات الاجتماعية والإنسانية للمجموعة والأداة اللازمة لتمكين «إعمار» من أن تصبح قدوة في العمل الإنساني ضمن مختلف المجتمعات التي تتـــواجد فيها داخل وخارج الدولة.

نخيل

وأكدت شركة نخيل أنها تتطلع لتكون علامة فارقة في العمل الإنساني في عام الخير. وقال علي راشد لوتاه رئيس مجلس الإدارة أن التفاعل والاستجابة مع دعوة القيادة الحكيمة من الجميع انعكاس لروح الاتحاد وسعيه الدائم في ترسيخ إرثه في العطاء والعمل الإنساني وهو بقيادته الفذة وشعبه ماضون في تعظيم مكانة الإمارات الريادية بمداد من الجود والكرم اقتداءً بالسلف الصالح، وصياغة معايير لم تعرفها الإنسانية للمسؤولية المجتمعية وتحديدا في المؤسسات والدوائر والشركات في القطاع الخاص.

الغرير للتعليم

وقال عبد العزيز الغرير الرئيس التنفيذي لبنك المشرق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم إنه لا يمكن للعطاء أن يحقق غايته المرجوة إلا عندما يصبح ثقافة تتوارثها الأجيال ليساهم في علاج المشاكل الاجتماعية الناجمة عن الفروقات الاقتصادية. وأضاف: العطاء من أهم واجباتنا كمؤسسات إماراتية.

ففي حين أننا أحدثنا ثورة في عالم الأعمال في بلادنا، إلا أننا فشلنا في فعل شيء مشابه لمكافحة تحديات الفقر، واعتلال الصحة، وقلة المساواة الاجتماعية، وبالتالي علينا توظيف تقاليدنا الغنية بالعطاء والعمل الخيري، والتأكد من أننا نستفيد من كامل إمكانياتها لتحسين حياة الناس. إن مسؤوليتنا المجتمعية تحتم علينا أن ننـــتقل بالعمل الخيري التقليدي إلى نظام جديد ذي تأثيرٍ عالٍ للأعمال الخيرية.

تعريفات دولية

عرف البنك الدولي المسؤولية الاجتماعية على أنها التزام أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيهم و عائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة ويخدم التنمية في آن واحد.

كما عرفها مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة بأنها الالتزام المستمر من قبل مؤسسات الأعمال بالتصرف أخلاقياً والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم.

مفهوم آدم سميث

يعود للعالم الاقتصادي آدم سميث الذي أكّد أنّ كافة منظمات الأعمال تسعى لتقديم أفضل الخدمات لعموم المجتمع وتحقيق أعلى مستوى ممكن من الأرباح وبما ينسجم مع الأحكام القانونية والقواعد الأخلاقية السائدة. فالربح هنا أصبح هدفاً أحادياً تسعى إليه المنظمة؛ لكن هذا الهدف شهد تحولاً إلى هدف آخر يتمثل في تعظيم رضا المديرين أنفسهم وبحثهم عن القوة والأمان والموقع المتميّز في ظل نمو واتساع المنظمة.

%2

حسب القانون الإماراتي يجوز للشركة بعد انقضاء سنتين ماليتين من تاريخ تأسيسها وتحقيقها أرباحاً، بموجب قرار خاص أن تقدم مساهمات طوعية، ويجب ألا تزيد على 2% من متوسط الأرباح الصافية للشركة خلال السنتين الماليتين السابقتين للسنة التي تقدم فيها تلك المساهمة الطوعية، ويتعين مراعاة ما يأتي: أن تكون هذه المساهمات الطوعية في أغراض خدمة المجتمع، وأن يذكر بشكل واضح الجهة المستفيدة من هذه المساهمات الطوعية في تقرير مدقق الحسابات وميزانية الشركة.

5

أكّد عبدالله محـمد العـــور، المدير التنفيذي لمـــركز دبـــي لتطوير الاقتصاد الإســلامي أن نجاح المصارف الإسلامية في أداء وظيفتها في دعم التنمـــية وتحـــمل مسؤوليتــها الاجتماعية يتطلب تلبية خمـــــسة شروط تتـــــــمثل في الالتزام قولاً وفعلاً بأحكام الشريعة الإسلامية من ناحية تكــــوين رأس المال، واختيار العاملين وطريقة وأساليب توظيف الأموال وتوزيع الثروات، وتوفر الوعي الاستراتيجي لدى قيادات البنك بعظمة مهــمتها وإعداد خطط واضحة الأهداف.

والتـقييم المستمر للأداء والنتائج، وإجراء البحوث الميدانية لقياس فعالية البنوك الإسلامية في التنمية الاجتماعية وتحديد الفرص التي تسهم في تعزيز دورها لتحقيق التنمية، بالإضــافة إلى تعزيز برامج الــــتدريب والتأهيل للكـــفاءات الشابة لنقل الثــقافة الإسلامية إلى الأجيال الجديدة وما تكتنزه من قيم ومبادئ تراعي رفاهية المجتمع.

وأضاف إن توفيـــــر الصيغ التمويلية الفـــردية للمستثـــمرين يؤدى إلى المساهمة في مواجهة المشـــكلات الملحة في المجتمع، كالأمان المالي والأمن الغذائي والتعليم والصحة وغيرها.

مبادرات محمد بن راشد الملهم الأول للمسؤولية التطوعيّة

أكّدت يسرى باقي مدير إدارة السعادة والمسؤولية المجتمعية في شركة «آفاق الإسلامية للتمويل» أن المبادرات التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي الملهم الأول لمبادرات المسؤولية الاجتماعية في «آفاق»، وأن فريق المسؤولية الاجتماعية يعمل دون كلل لتطوير مبادرات تهدف إلى نشر الخير والتكافل، معتبرة أن هذا التوجه يؤدي إلى تعزيز سمعة دبي كبيئة عملٍ جاذبة للاستثمارات ومستدامة.

ولفتت إلى أن «آفاق» ستقوم بالتعاون مع بلدية دبي بتوفير وجبات الطعام لخمسة آلاف من عمال الفئة المساندة في بلدية دبي، وذلك تماشياً مع مبادرة «بنك الطعام».

عام الخير حافز لإطلاق مبادرات مجتمعية

قال سلطان أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «يعد عام الخير فرصة ذهبية لإطلاق مبادرات المسؤولية المجتمعية من قبل المؤسسات في القطاع الخاص، بدعم من القطاع الحكومي، تعبيراً عن الدور الحيوي لهذه المؤسسات في دعم المجتمع، وتلبية احتياجاته، من خلال حشد الطاقات والإمكانات وتوجيهها نحو النهوض بكل الشرائح الاجتماعية».

وأضاف «نحرص على المشاركة بفعالية في جهود النهوض بمجتمعنا، من خلال دعم للقطاع الخاص في مجال المسؤولية المجتمعية، والتي تشمل دعم قدرات الأفراد في الحصول على فرص الاستشفاء والتعليم والمساهمة في تحفيز الشباب وتنمية قدراتهم».

«أراضي دبي» تطلق صندوقاً عالمياً من الإمارات

أنجزت دائرة أراضي وأملاك دبي برنامج عمل لتأسيس «صندوق الخير العالمي» استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بجعل عام 2017 عاماً للخير.

وقال سلطان بطي بن مجرن المدير العام للدائرة إن البرنامج يركز على الاستجابة المغايرة والمميزة لتحويل رؤية القيادة في ترسيخ العطاء إلى واقع يجتاز الحدود المحلية والإقليمية ليعكس ويترجم كرم الدولة قيادة وشعباً وحبهما لخير الإنسانية.

وأوضح أن الصندوق سينطلق من دبي إلى الدول الفقيرة ويبحث مع حكوماتها تزويدها بالأنظمة الإلكترونية العقارية التي طورتها أراضي دبي، وستقوم الفرق الفنية المتخصصة في الدائرة بنصب الأجهزة وبناء البنية التحتية وتوفير الحلول اللوجستية من دون مقابل.

وأضاف بن مجرن أن الصندوق سيزود تلك الحكومات بالمعرفة والخبرات لبناء وتأهيل كوادر بشرية تساعد تلك البلدان على التصدي للمسؤوليات حفظ الحقوق العقارية وتسجيلها وتوثيقها بما يعود بالخير على اقتصادات تلك البلدان وعلى شعوبها. وذكر بن مجرن أن بعض الدول الفقيرة لا تمتلك حتى سجلات عقارية، وأدى ذلك إلى حرمانها من مظلة وبيئة قانونية واستثمارية منضبطة تحقق الشفافية وتحمي الأطراف.

66

شهد العام 2016 قيام 66 شركة بالتقدم للحصول على علامة غرفة دبي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وهي العلامة التي تساعد الشركات على تقييم ومراجعة خطوات واستراتيجية الأعمال المسؤولة المطبقة داخل الشركات، حيث تتيح لها اكتشاف نقاط الضعف والقوة في توجهاتها العملية لإدارة تأثيرات نشاطها التجاري على البيئة والمجتمع، كما يمكن الاستفادة من العلامة في إجراء مراجعةٍ داخلية للسياسات الاجتماعية المسؤولة المطبقة في الشركة، وتقييم الأداء وتطويره في كافة النواحي.

وقد قامت الغرفة خلال العام 2016 فقط بتوفير 2572 ساعة استشارية لحوالي 181 شركة في مجال علامة الغرفة للمسؤولية الاجتماعية، أي بزيادة بلغت 32% مقارنةً بالعام 2015 والحمد لله، قامت الغرفة حتى الآن بمنح 219 علامة للشركات والمؤسسات منذ إطلاق علامة غرفة دبي للمسؤولية الاجتماعية في عام 2010.

2126

نجح برنامج «Engage» دبي التطوعي منذ إطلاقه في العام 2008 بجذب أكثر من 19,000 متطوع أمضوا أكثر من 62,000 ساعة تطوعية وأفادوا أكثر من 74,000 مستفيد في أكثر من 800 مشروعاً مجتمعياً.

كما نجح في جذب 768 متطوعاً من 26 شركة، ساهموا بالتطوع بما مجموعه 1681 ساعة في مختلف النشاطات المجتمعية لشركاء المجتمع، حيث استفاد من هذه النشاطات التطوعية 1300 مستفيد من مختلف الفئات.

ونجح البرنامج بإضافة 24 شركة جديدة إلى البرنامج في 2016، و5 شركاء مجتمع يمثلون الهيئات والمراكز الاجتماعية المتنوعة، مما يرفع عدد الشركاء الأعضاء في البرنامج التطوعي إلى 118 شركة وعدد شركاء المجتمع إلى 40 شريكاً.

وقام مركز أخلاقيات الأعمال بتنظيم 31 فعالية وورشة عمل تدريبية حول مختلف مواضيع الاستدامة والمسؤولية المجتمعية في 2016 بمشاركة 2126 مشاركاً من مجتمع الأعمال في دبي يمثلون 691 شركة. وقد ارتفع عدد أعضاء شبكة غرفة دبي للاستدامة إلى 58 شركة حيث قامت الشبكة بتنظيم 19 فعالية مختلفة بمشاركة حوالي 400 مشارك.

http://www.albayan.ae/year-of-giving/news-and-reports/2017-01-08-1.2819394

دراسة
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
باحث ومهتم بالمسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 21/08/2016
عدد المشاركات: 160