الجمعة 10 شوال 1445 الموافق أبريل 19, 2024
 

دور الهوية في المواطنة والمسؤولية المجتمعية

الأربعاء, 23 نوفمبر, 2016

مريم ياسين الحمادي:

يعتبر غرس وتعزيز الهوية الوطنية مسؤولية مجتمعية تبدأ من الأسرة وتتجاوزها مسؤولية كافة القطاعات في الدولة، ولا يقتصر ذلك على القطاع الحكومي بل يتعداه ليكون مسؤولية مجتمعية مشتركة على القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتحقيق تنمية المجتمع والمشاركة في التصدي للتحديات المختلفة. لقد تزايد الاهتمام بمفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي يعرف وفقا لما حددته الأمم المتحدة بأنه "الالتزام والمساهمة في التنمية المستدامة".
وقد تعززت المسؤولية الاجتماعية من خلال عمل الحكومات والقطاع الخاص من خلال برامج ومبادرات متنوعة. وفي الوقت ذاته من الهام جدا أن تنبع من المجتمعات المحلية، فهي من يملك القدرة على المبادرة والتغيير نحو الأفضل، وهي من يمتلك الفعل والقدرة على إثبات الفعل السليم. تقوم الهوية الوطنية بتعزيز هذه المسؤولية ودعمها لتكون مسألة التفكير في أداء كافة الأعمال والمهام بطريقة غير استهلاكية ومستدامة تضمن كيفية استخدام الموارد وإداراتها وكيفية تحويل العمليات الاستهلاكية إن لم تكن منتجة إلى عمليات غير مهدرة، ويتم التعامل معها بسلوك قويم ورشيد بدء من الاستخدام اليومي للكهرباء والماء في المنزل والتعامل مع الأسرة وصولا لكافة تفاصيل الحياة! في الشارع والعمل ومع الآخرين ومع البيئة والحياة عامة! لقد أصبح المعول الرئيسي لتحويل الفكر ونشره للوصول للجميع هو الإعلام على اختلاف أنواعه: التقليدي والحديث حيث يقوم الإعلام بدور المساندة الرئيسي لترسيخ وتعميم مفهوم المسؤولية المجتمعية، وغرس مفهوم المسؤولية ليتحول إلى مفهوم استراتيجي تتم مناقشته ووضع خطط التنفيذ وآلياته لإرساء التطبيق من خلال الفرد والمجتمع. ولتتحول برامج المسؤولية المجتمعية لبرامج داعمة لتحقيق الرؤية الوطنية على مستوى القطاعين العام والخاص، وتحقيق التواصل الفعال بينهما.
وتعتبر مسألة تعزيز الهوية الوطنية ودعم المسؤولية الاجتماعية قضية واحدة، فترتبط المسؤولية المجتمعية تلقائيا بالأمن والأمان وتبث في المجتمع القيم السامية والنبيلة النزيهة، فتكون هي السمة المميزة لأبنائها لحفظ وجودها فلا نخشى الانفتاح ونستطيع التعامل مع الآخر بثقة وعلاقة بناءة من أجل عالم أفضل.
يساند تحقيق هذا الهدف تعاوننا لنشر قيم المسؤولية، فبرامج المسؤولية المجتمعية تشمل تعزيز الهوية الوطنية بالاحتفالات، وتمتد لمبادرات متنوعة نحو التوعية والإرشاد والإنجاز لدعم ربط المواطن بكافة البرامج ليتمكن من المساهمة بشكل إيجابي يتناسب مع التطلعات ويحقق التوقعات ويحافظ على الثوابت في المجتمع. ويقوم بالمحافظة على الاقتصاد والبيئة في ذات الوقت ويحسن الاستثمار ويصون الأمانة. فيصبح التعامل المسؤول جزء من التعامل اليومي وسمة من سمات الهوية الوطنية. وبذلك يتحقق الانتماء وتستنفر الطاقات وينمو الإبداع. فيصبح كل قطري ومن سكن قطر مستحق للثناء لانتسابه لهذه الأرض الطيبة ويستحق ثناء: قطري والنعم.
v
المصدر: http://alarab.qa/story

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
إدارة الشبكة