الأربعاء 15 شوال 1445 الموافق أبريل 24, 2024
 

لتنمو مجتمعاتنا : أثر المسؤولية الاجتماعية على استدامة التنمية (1)

الثلاثاء, 10 أكتوبر, 2017

"إذا تألمت لألم إنسان فأنت نبيل ،
أما إذا شاركت في علاجه فأنت عظيم"
----------------------------------------------
عُلمنا منذ الصغر على الإحساس بالآخرين ولتصبح (شقردي) ساعد غيرك ويقال كلما ضاقت بك الحياة ساعد إنسان لا تعرفه هذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف في الكتاب والسنة على أن أي معروف يسدى للآخرين صدقة فإماطة الأذى عن الطريق صدقة , وابتسامتك صدقة و السعي في أمور الناس صدقة ,فالصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع البلاء ,علمتنا فطرتنا على لبنات أسست فينا وفي الأجيال الماضية والحالية حب مساعدة الفرد وغرست فينا تكاتف المجتمع , قال محمد صلى الله عليه وسلم : ''مثَل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى'' رواه البخاري.

حين ظهر مفهوم المسؤولية الاجتماعية ارتبط بمفهوم حديث آخر وهو التنمية المستدامة التي عرفت بأنها (تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة ) , فالمسؤولية الاجتماعية في المنشأت الخاصة والاقتصادية ناشئة من وعي رجال الأعمال بأهمية اندماجهم في المجتمع , التي كانت بدايتها تسويقية لمنتجاتهم إلى أن أصبحت برامج المسؤولية الاجتماعية من ضمن خططها , فقد أشار هولمير إلى أن المسؤولية الاجتماعية ماهي إلا التزام منشأة الأعمال اتجاه المجتمع الذي تعمل في وذلك عن طريق المساهمة بمجموعة كبيرة من الأنشطة الاجتماعية مثل محاربة الفقر وتحسين الخدمة ومكافحة التلوث وخلق فرص عمل وحل مشكلة الاسكان والمواصلات وغيرها , ويمكن القول بأنها استثمار رجال الاعمال بالمجتمع وفق منهج إجتماعي يحمل عدد من القيم والمبادئ ذات قيمة أخلاقية عالية بهدف المشاركة في إحداث تغييرات ترتقي بالمجتمع نحو الأفضل اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا , وهذه هي نقطة الالتقاء مع التنمية المستدامة التي تستند على الإنسان الصالح، الذي يحمل جملة من القيم والمبادئ التي تساعده على التغلب على المشكلات التي تعتريه في حياته؛ بما يكفل حياة حالية خالية من خطر الفقر، والجهل، والمرض له وللأجيال القادمة. تقوم التنمية المُستدامة على دعامة أساسية، وهي حق الإنسان في المعيشة في بيئة صحية وسليمة من ناحية, والمحافظة على صحة الإنسان من ناحية أخرى.

فالتنمية والمسؤولية الاجتماعية تتشكلان لتكونان هالة من الطاقات المتاحة والمتوفرة والمستحدثة في المجتمع المكونه من الموارد البشرية والطبيعية فيه , التي تدفع به نحو التطور والرقي , فالتنمية تُعنى بتوفير احتياجات المجتمع، والتغلب على المشكلات التي تواجهه بأنجع الطرق وأسلمها, وهو مصطلح ليس مرتبطًا فقط بالمجال الاقتصادي؛ فالتنمية مفهوم شامل لجوانب متعددة في حياتنا وتعاملاتنا كالتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والبشرية، والإدارية وغيرها.

ومضة ..
ان اللبنة الأولى في تحقيق التنمية هي استشعارك للمسؤولية اتجاه مجتمعك فالالتزام هو جوهر المسؤولية .

----------------------------
كتبه : أسرار المسيطير
ماجستير في الادارة والتخطيط التربوي
مهتمه بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة
عضو الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
إدارة الشبكة